Navigation

المجتمع يصنع أشخاصا مختلين عقليا على مايبدو

لازال بعض من الاختلال العقلي يقاس بدرجة الجنون في مجتمعنا, لكن بالنسبة لي هو ليس كذلك, المختلون عقليا هم أشخاص يبدون عاديين لدرجة لايمكن معرفة نوع مرضهم, لكن يمكنك أن تعرف بأنهم يحملون أعراضا ترشحهم بقوة لأن يكونوا مختلين عقليا من خلال مناقشتهم أو الدراسة معهم
المجتمع يصنع أشخاصا مختلين عقليا على مايبدو

لازال بعض من الاختلال العقلي يقاس بدرجة الجنون في مجتمعنا, لكن بالنسبة لي هو ليس كذلك, المختلون عقليا هم أشخاص يبدون عاديين لدرجة لايمكن معرفة نوع مرضهم, لكن يمكنك بسهولة أن تعرف بأنهم يحملون أعراضا ترشحهم بقوة لأن يكونوا مختلين عقليا من خلال مناقشتهم أو الدراسة معهم, في بداية هذا المقال يجب أن نشير بأن الاختلال العقلي في كل كلامنا موجه إلى الأشخاص الذين يعتقد بأنهم عاديون حولنا والذين يقومون بممارسات متناقضة غير أخلاقية وغير عادية, هذه الممارسات تناقلها الناس بين بعضهم لتصبح مرضا حقيقيا جعل الكثيرين منهم مختلين عقليا ويمكنك التعرف عليهم بقراءة باقي المقال.

المختلون عقليا يدخلون مشوار حياتنا منذ الصغر هم يعلموننا الخوف باستمرار, يخوفوننا من الخسران في الدنيا ودخول النار في الآخرة, يقولون لنا بأن الرزق على الله ثم يخوفوننا من مستقبلنا, كانوا يهددوننا عندما كنا صغارا بالحجز في غرفة مظلمة ويعاقبوننا بالفلف الحار والضرب المبرح لأتفه الأسباب.

المختلون عقليا يشوهون سمعة الأشخاص ويتحدثون عليهم بالسوء والشر في غيابهم وعندما يحضرون يدعون بأنهم يحبونهم, هم يجتمعون ويبدأون بالثرثرة والكلام عن أشخاص آخرين حول مايفعلونه ومايشترونه, كيف يعيشون وكيف يتنفسون, هم يذهبون إلى بيوت وبعد أن يعودوا منها يقومون بالكلام إما عن شيء سيء لاحظوه في البيت أو عن أهل ذلك البيت, مثل هؤلاء الأشخاص لايبدون لي طبيعيين هم أقرب لأن يكون مختلين عقليا يبدوا بأن مرضا ما سيطر عليهم ونهش جزءا من عقلهم إن لم يكن نهشه كله.

المختلون عقليا يقومون بقطع الأشجار المتواجدة حول منازلهم من أجل أن يستبدلوها بالأسمنت وكأنهم لايعلمون بأن تلك الأشجار هي التي تنتج لهم الأكسجين الذي به يحيون, هؤلاء المختلون عندما يفكرون يقومون أولا باقتلاع عقولهم حتى يضمنوا بأنهم سيأتون بفكرة غبية ثم يلبثون أياما وهم يخططون وفي النهاية يخرجون بفأس ويذهبون لقطع أشجار حية، يفعلون كل هذا بعد أن يقطعوا عقولهم, في الصين تباع قارورات خاصة تحتوي على الأكسجين يشتريها الناس لأن الأكسجين ناقص في الهواء وذلك لكثرة الأشخاص هناك, الناس يشترون الأكسجين في الصين أما هنا فالناس تقطعه .

المختلون عقليا يخرجون لعملهم صباحا ولايعودون إلا ليلا, هم مثل الآلات لايملكون مشاعر ولايتعبون يدعون بأنهم يعبدون الله لكنهم في حقيقة الأمر يعبدون النقود, يكذبون باستمرار ويقولون بأن هدفهم هو دخول الجنة وكسب رضى الله, ثم تجدهم يبيعون الخضروات الذابلة بنفس سعرها والأطعمة الفاسدة بدون رميها, هم يبيعون المخذرات لإخوانهم يتاجرون بالمهلوسات والسموم من أجل المساعدة في قتل إخوانهم, يشترون سلعة بسعر ويبيعونها بخمسة أضعافها, هم منافقون وماديون وفي الأخير يظنون بأنهم للجنة داخلون.

المختلون عقليا يضعونك في مواقف محرجة عمدا, ويستهزئون بك أمام الملأ ويضحكون الناس عليك ويجعلونك تصاب بمرض الرهاب الاجتماعي, هم يشتمونك ويعاملونك بطريقة قاسية, يكرهونك لأنك تملك أصدقاء لأنك تعيش بسعادة وتدرس جيدا هم يحسدونك على كل شيء ولايفرقون بين كونك مالكا لجبل ألماس أو قطعة حلوى كل مايعرفونه هو الحسد والحقد, يتكلمون بدون أن يفكروا, لايهمهم تجريح الأشخاص, وعندما يعاملهم شخص بتلك الطريقة يقولون بأنه مريض أو مختل لكن في حقيقة الأمر هم الأشخاص المختلون فمن يعامل الأشخاص بصورة لايحبها لنفسه تدل بأنه مريض وفاقد لعقله فالأمر من كل الجوانب لايبدوا عادلا .

في الدراسة يبدو أكيدا بأن بعض الأشخاص الذين يدرسون معنا هم أشخاص مختلون كذلك, فهم يضحكون لأسباب لاتؤدي إلى الضحك, يحسدونك لأنك تدرس بشكل جيد, ويكرهونك فقط لأنك تأخذ علامات أكثر منهم, يعتبرونك عدوا ويسخرون من أبسط أخطائك ثم يأتونك فيما بعد لتشرح لهم, بدل مناقشة الأفكار هم يتكلمون بغرور عن أنفسهم, ليس هذا الأمر معنيا بفئة معينة فقط وإنما أكثرية الأشخاص مصابون بهذه الأمراض النفسية, هم لايبدون على أنهم يتصفون بالإنسانية هم يمكثون في الخارج بدل أن يحضروا حصصهم الدراسية وعندما تقترب الإختبارات هم يتصلون من أجل أن تعطيهم الدروس, في الإختبارات هم يغشون ويحفظون التمارين لسبب واحد فقط هو أن المختلين عقليا من الأساتذة يقومون بإعادة التمارين ويضعونها على أساس أن من يحفظ هو من يجب أن يأخذ النقاط والشخص الذي يفهم يجب أن يترك فهمه في مكان آخر, لا أدري لكن الإختبار هو من عمل الأستاذ ومادام أنه يقوم بنسخ إختبار آخر و تقديمه فهذا يعني بأنه لايقوم بعمله وهذا يعني أيضا بأنه مختل عقليا.

الإكتئاب هو الآخر واحد من الأعراض التي يعاني منها المختلون عقليا الذين يسكنون مجتمعنا وعلى الأغلب هذا بسبب الضغوط الاجتماعية التي صنعوها لأنفسهم والتي جعلت من وقت راحتهم يكاد أن يكون معدوما, هم يلهثون طوال اليوم لدرجة أنهم يتنهدون أكثر مما يتنفسون, يخرجون صباحا ولا يعودون إلا مساءا, يعملون مثل الآلة يحبون المال حبا جما هم يعملون أعمال بسيطة مقابل مبالغ مالية طائلة ويجنون بهذه الأعمال البسيطة نقودا لايجنيها دكتور. الاحباط هو الآخر واحد من الأعراض التي سيطرة على حياة المختلين عقليا, لقد قاموا بالإستسلام سريعا وتركوا ماكنوا يحبون بدون كفاح, ولأن الإحباط يملأ عقولهم هم يميلون دائما لجعلك مثلهم, يسعون بشدة لإحباطك, يخبرونك في الغالب بأنك لاتستطيع وبأنه لايمكنك فعل هذا وأنك لاتقدر على فعل ذلك.

المختلون عقليا لايبتسمون كثيرا, تجدهم غاضبين ومتشائمين في أغلب الأوقات, هم يفكرون طوال الوقت في جشع الحياة ولايهمهم إن كان شخص من أقربائهم يعاني من الجوع, المختلون أشخاص تقابلهم في الحافلة في الطريق والشارع وكل مكان هم يبدون تعيسين طوال الوقت ولايبدون الإبتسامة إلا نادرا, يوهمون أنفسهم بضغوطات نفسية تجعل قلوبهم تتمزق

المختلون عقليا لايملكون ضمائر فهم يقتلون الناس ويقولون بأنهم يجاهدون في سبيل الله, يطبقون أحكاما إجرامية بحجة تطبيق الدين وفي الأخير هم يستبيحونها لأنفسهم فتجدهم يغتصبون النساء ويمارسون اللواط وماشابه, مختلون آخرون يحرمون القيادة على المرأة وآخرون يحللون البول, هؤلاء النوع من المختلين عقليا على مايبدو أنهم يحرمون علينا ويستبيحون لأنفسهم وهذا يقينا تمييز عنصري واغتصاب للعدالة, إنه حقا خلل عقلي على مايبدو.

المختلون عقليا هم أيضا بعض الأئمة في المساجد الذين يعيدون خطبا ناعسة في كل جمعة ويقبلون بخطب من الوزارة بدل أن يكتبوها هم بأنفسهم, الأئمة المختلون عقليا لايعتبرون أنفسهم مسؤولين, هم لايتعبون أنفسهم بحفظ القرآن ويصلون التراويح في رمضان بالمصحف, يرهقون أنفسهم بدل ترك المكان لشخص أجدر منهم, المختلون عقليا من المتدينين هم من يقولون لك بأن بول البعير حلال يقولون هذا فقط لأنهم قرأوا حديثا للرسول ينصح قوما أتوه مرضى بأن يشربوا بول البعير ليشفوا, هم لم يفهموا الحديث حتى ولم يتعبوا أنفسهم بذلك, من يدري لعل هذا الحديث خاص بمرض أولائك القوم فقط ! إضافة إلى أن جعل بول البعير أمر عادي يدل على الجهل فالبول ماهو إلا عملية أخراج لبعض سموم الجسم.

المختلون عقليا في المناقشات يصبحون ذلك الإلاه الذي يحيط بكل شيء علما, هم يعرفون كل شيء في السياسة والإقتصاد, في التجارة وفي الرياضة في السيارات وفي الهواتف في التكنولوجيا والإنترنت وكل شيء, وعندما تقدم لهم حجة مقنعة يسلكون طريقا ملتويا ويوهمونك بأنك مخطئ وبأنك لاتعرف شيئا, هم واثقون لدرجة تسمح لهم بالإعتقاد بأنهم لايخطئون وبأنك دائما أنت المخطأ..

المختلون عقليا كثيرون وكثيرون في المجتمع لدرجة أنهم كونوا مجموعات هم يتزوجون ويتكاثرون ويصنعون سلالات تشبههم, في الحقيقة لقد تجذرت أفكاهم لدرجة جعلتها صعبة الإستئصال, لقد طور بعض المختلين عقليا قدراتهم لدرجة مكنتهم من الإختباء بدون أن نشعر بهم, لقد أصبحوا يتجسسون علينا ويراقبون إتصالاتنا, ويعتدون على خصوصيتنا, لقد حصلوا على سلطة تخولهم لأن يحاسبوا بدون أن يحاسبوا !

إن الأمور في المجتمع خارجة عن الحدود المعقولة ويبدو بأن الإلاه يريد لها أن تكون هكذا لذلك لايمكن أن نشير إلى دواء محدد يشفي كل هؤلاء المختلين, إلى ذلك الوقت لاتحاول بناء شيء من الفراغ لأن الفراغ لايبني شيئا .
مشاركة

أضف تعليق:

0 comments: